الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

الثاني عشر من نوفمبر عام 000 2

القطط تمتلك القاهرة!

لقد عبرن القرون الينا بسلام .نراهم مماثلات لتماثيلهن القديمة,مرفهات,رشيقات ,ممتلئات بالحياة,صغيرات الحجم,متغلبات علي اذانهن الكبيرة.في الواقع ان لا خيار اخر لديهن,أذ ان الحيوية هي وسيلتهن الوحيدة للبقاء علي قيد الحياة حيث لا مجال للكسالي علي أرصفه القاهرة.

جلودهن عادة مزركشة و ملونة كجلود النمر। ।يمكنات الوانها تحت طبقة سميكة من التراب والرمل والفحم التي بيستحيل علي السنتهن الخشنة اختراقها। اأحيانا ما ينزة بعض الأرستقراطين واحدة حمراء اللون نقية السلالة تقريبا مما يمنح لهم مظهرا ارستقراطيا امام الجيران

اجسامهن مجهزة تماما للسباقات و الهروب: اقدامهن الخلفية,كأقدام الفهود, اعلي من اقدامهن الأمامية.اما ذيولهن الطويلة فهي بمثابة ادوات اتزان متناغمة مع وثباتهم।عندما يقفزن فأنها تعيطهن ميزة نوعيه,اذ يظن المرأ انهن يخاطرن بعبور مسافات كبيرة قياسا بأنقضاتهن الأصليه।

اما اللواتي يعيشن في نفس الحي الذي اعيش فية,فهن يتجمعن في مجموعات مغلقة حول زعيم علي أرصفة تحتوي حتما علي مقهي او حانة।كما لا تخوي,قطعا من ركن هاديء حيث ترعي الأناث صغارهن.البارحة مثلا,فعلن ذلك في شرفة المقهي,في ذلك الركن الأخضرو في ظل تلك الشجرة.

يبدو الإغراء كبيرا لأخذن,تحميمهن ثم ضعهن كمقتنيات ثمينة و جميلة في المنزل و لكن حِينَئِذٍ فانهم يتحولن الي شياطين قادرة علي الفتك بأي مقاتل يقف امامهن بمخالبهن.

يختالن دوما امامك علي قارعة الطريق, بنظراتهن الجميلة الوادعة و المليئة بالثقهاذ لا يوجد ما يخيفهن من بني الانسان,من لا يكفون عن مطاردة و ركل الكلاب الضالة امامهن.اما عيونهن الخضراء او العسلية فهي تتحول الي اللون الاحمر فقط عند رؤية متسللة من بنات جنسهن।

في الحقيقة فانهم يعيطن الحي لمسة من اناقتهن الدائمة و شبابهن الدائم.و مثل كثير من القاهريين,فانهن ورثن سرالشباب الدائم:الموت مبكرا!


ملحوظه: استخدم الكاتب صيغة جمع المذكر "هم" عند الحديث عن القطط بينما فضل المترجم اتسخدام صيغة جمع المؤنث "هن".

ٍ

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

مقدمة

أخيرا و قد هدأت وتيرة حياتي قليلا ,اصبح لدي بعض الوقت للبدء في مشاريع مؤجلة بعضها منذ اكتر من عقد من الزمان.و احدها العمل علي تذكر الفرنسية التي كانت اللغة الاجنبية الأولي لذلك المراهق الذي كنتة منذ خمسة عشر عاما و التي نسيتها بفعل الاهمال و عدم الأستخدام منذ ذلك الحين .

في العام 2007 وصلني ,عن طريق الصدفة عبر صديقة فرنسية نسخة من ذلك الكتابles poils du cairote ريشات القاهري.لم اكن وقتها اعرف شيئا عن المؤلف السيد paul fournel-و لكن بعد شروعي في قراءة الكتاب صرت مهتما بمعرفة المزيد عن الكاتب و عن ظروف كتابتة للعمل.

paul fournel بول فورنيل المولود في العالم 1947في فرنسا و الذي يشغل حاليا منصب الملحق الثقافي لفرنسا في لندن هو بالأساس اديب و شاعر و ناشر و عضور جماعة ال Oulipo.تم الأحتفاء بالعديد من كتاباتة مثل "الحاجة الي الدراجة" Besoin de vélo و Les petites filles respirent le même air que nous القتيات الصغيرات يتنفسن نفس الهواء الذي نتنفسة.شغل منصب مدير 'Alliance française في سان فرانسيسكو الامريكية في اواخر القرن المنصرم ثم منصب الملحق الثقافي لفرنسا بالقاهرة في الفترة بين عامي ال2000 و ال2003.

خلال تلك السنوات الثلاث ,كان بول فورنيل يستيقظ صباحا كل يوم ليكتب ,بلا اي ترتيب مسبق,احداث يومة السابق.ثم يرسلها ,بلا مراجعة لغوية والي عدد من اصدقائة عبر البريد الألكتروني.بعد فترة بدأ في تلقي العديد من الملاحظات و رسائل الأعجاب من اشخاص لا يعرفونة,فأكتشف ان اصدقائة,الذي اعجبهم ما كان يكتبة, اخذوا بدورهم في ارسالة الي اصدقائهم.بعد ان انتهت مدة خدمتة بالقاهرة فكر جديا في نشر الكتاب بعد القيم ببعض التحسينات اللغوية علية و بدون تعديلات في متن النصوص.اهم ما يميز الكتاب,في وجهة نظري ,هو ابتعادة عن تلك النظرة الأستشراقية لمعظم كتابات المستشرقين الاوائل و المحديثن,اذ ان الانطباع الواصل لي ان الرجل كان يحاول ان يفهمنا و يتفاعل معنا لا ان يضعنا تحت المهجر كفيصلة من الفقريات مختلفة عما اعتاد العيش معهم.

و بغض النظرعن جودتة الادبية ,فأن السبب الثاني لاختيار الكتاب لترجمتة فهو ما سمعتة من معلومات غير موثقة حول منع الكتاب من التداول في مصر نتيجة لما اعتبر سخرية من بعض المسئولين الرسميين المصريين و تصرفاتهم,و هو ,ان صح,تصرف يدل علي ضيف الأفق وعدم فهم لطبيعة العصر الذي نعيشة و ما فية من وسائط و وسائل عديدة ,الانترنت احدها,للوصول الي المعلومات.

و احب ان اؤكد ان الأمر برمتة محاولة هاوي ,تنقصة كل الدراسات الاكاديمية و الخبرات العملية لتذكر لغة كان يتقنها منذ ما يزيد عن عقد,لذا فان اي تعقيب او ملحوظة او نقد سيتم التعامل معة باحترام و اخذة بعين الاعتبار.

و لعلي احب ان اشير ايضا الي محاولاتي العديدة و التي بائت بالفشل للوصول الي المحترم بول فورنيل عبر البريد الألكتروني.و من ثم فأني اعترف اني اخرق قوانين الملكية الفكرية الخاصة بالكاتب و ان كنت اثق في تفهمة,ان نما الي علمة امر هذة المدونة , ان ما اقوم بة لا يتعدي تدريب عملي غير ربحي,و ه و امر يشبة تلك اللعبة التي بداها في احد صباحات العام 2000 و التي تحولت الي نص بديع.

القاهرة نوفمبر 2009